الأربعاء، 27 مايو 2015

للأذكياء فقط...حول العقبات إلى محفزات

غردت في حسابي في تويتر (@kfhj4) " عزيزي الطموح: هل تواجه أبواب مغلقة؟ لاتنتظر امام هذه الأبواب وابحث عن ابواب اخرى، والفرص كثيرة بعدد بني ادم وبناته "،  ايضا وفي تغريدة اخرى كتبت " إذا وضعت لك العقبات في طريقك ، فانت إنسان ناجح حيث أن الفاشل لايوجد من يعترض طريقه" وفي تغريدة اخرى "ربما تخسر أناساً عندما تصبح ناجحاً". كلمات غردت بها نظرا لملاحظاتي للبعض الذين يصطدمون بالأبواب المغلقة والمعوقات، التي يضعها محاربين النجاح أو الفاشلون وهم الذين ليس لديهم القدرة على صناعة الإبداع والتميز عن غيرهم ويرون في نجاح الآخرين ازدراءً لشخصيتهم وتهديدا لاستمراريتهم، ومادام الإنسان يسطع ويلمع ويعطي ويبني فهو بلا شك سيتعرض لحرب ضروس من التحطيم المعنوي لا هوادة فيها. فالناس لا ترفس ميتا والجالس على الأرض لا يسقط، ويعتبر الحسد هو احد اسباب وضع هذه المعوقات قال تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا } [النساء : 54].
والحاسد له تصرفات غريبة، فكلما سنحت له الفرصة انتقص من شخصية أوعمل الناجح ، مسكين لايدري ماذا يفعل؟، كما أنه لايتحدث الى الناجحين ولايرغب في الحوار معاهم، ونتيجة اصطدام الطموحين بهذه المعوقات قد يقف البعض وينتظرون ازمان طويلة امام هذه المعوقات والابواب المغلقة حتى تنزاح من طريقهم، حيث تمر السنين وتتبعثر طموحاتهم وتضيع احلامهم ويختفي حماسهم، بينما هناك الطموحين الأذكياء الذين يؤمنون بان طرق النجاح كثيرة بعدد مرات التنفس،ولديهم القدرة في تحويل المعوقات إلى محفزات، وتجدهم يتنقلون من طريق إلى اخر بحثا عن النجاح وبسب إمكانيالتهم وقدراتهم وقدراتهم يصلون إلى مبتغاهم ويحققون اهدافهم امام مشاهدة اولئك الفاشلون.

سلطان المطيري
باحث ومدرب وإعلامي في سلامة المرضى والمعلوماتية الصحية 

الأربعاء، 20 مايو 2015

لاتبني امجادك على منصب

غردت في احد تغريداتي في حسابي في تويتر (@kfhj4) "لاتبني امجادك على منصب، فإن إنتهت علاقتك بالمنصب إنتهت امجادك، بينما إبنها على إثراء العلم والمعرفة فهي التي تبقى حتى بعد مماتك"،  وغردت ايضا "إختفت اسمائهم بعد اعفائهم"، لقد أصبح التنافس على المناصب ظاهرة يلمسها الجميع، فبعض الموظفين أصبح هدفه ربط اسمه بكلمة "مدير، رئيس، مشرف" وهي من وسائل بناء الذات وتحقيق الأمجاد ولايعلم بانها فترة زمنية ثم تزول وبعدها يفقد البريق وإلتفاف الناس حوله ويغيب عنه المطبلون وتختفي كلمات الثناء والمديح، وذلك في لحظات قصيرة بعد صدور قرار يحمل كلمة "أعفي أو تقاعد"، ثم يبدا يعيش حياة جديدة تسيطر عليها الإضطرابات النفسية بسبب تجاهل الناس له وفراغ الوجاهة الإجتماعية والسلطة الإدارية فلم يعد مؤثرًا في البيئة بكل عناصرها المختلفة إنسانية أو غير إنسانية، مادية أو معنوية، ولديه إحساس بانه ليس قادر على عمل شيء أو على تحريك إنسان وليس قادر على التغيير والإنشاء، ثم يبدا في مواجهة الشامتين الذين تعرضوا لسؤ المعاملة او الظلم منه عندما كان مدير، وتزيد إعتلالاته وأوجاعة عندما تصدر كلمة اعفي وهو في سن مبكرة من حياته العملية حيث يقضي سنواته الباقية تلازمة نظرة الفشل.

إنها الأمجاد المؤقتة التي إنتهت قبل مماته، بينما لو اتجه لإثراء العلم والمعرفة من خلال الأبحاث ونشر العلم والإبتكار لبقيت هذه الأمجاد لعقود من الزمن بعد وفاته، إضافة الى ذلك فإن للمناصب عواقب حيث بين النبـي صلى الله عليه وسلم عواقب الرئاسة ومراحلها الثلاث في حديثه حيث قال :" إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة و ما هي ؟ أولها ملامة ، و ثانيها ندامة ، و ثالثها عذاب يوم القيامة ، إلا من عدل ، فكيف يعدل مع أقربيه ؟ "(.

واخيرا لست ضد المناصب القيادية، ولكن ضد أن تتحول إلى الهدف الوحيد لتحقيق النجاح ومحاربة المتميزين من اجل البقاء، ايضا ضد من يسعى للوصول لها فالمناصب تمنح ولاتطلب.



يسعدني إطلاعكم على المقالات الاخرى في هذه المدونة من خلال الضغط على ايقونة "الصفحة الرئيسية"  اسفل

اخوكم سلطان المطيري    

الباحث والمدرب في سلامة المرضى والصحة المتنقلة 
تويتر    KFHJ4@

  

الثلاثاء، 5 مايو 2015

عدوى المستشفيات .. مرض الباحثين عن العلاج

بحثون عن العلاج وعند دخولهم المستشفيات يصابون بأمراض أخرى قد تكلفهم حياتهم وهذه الأمراض تسمى بعدوى المستشفيات وهي العدوى التي يصاب بها المريض بعد 72 ساعة من تنويمه في المستشفى ووفقا للإحصائيات الصادرة من مركز مكافحة والتحكم بالأمراض فإن هنالك 1.7 مليون مريض في الولايات المتحدة الأمريكية تم تنويمهم في المستشفيات وأصيبوا بهذا النوع من العدوى وأدت إلى وفاة 99000 مريض في عام واحد، وتحتل هذه العدوى المرتبة السادسة كأحد أسباب الوفيات. أيضا هذه العدوى تؤثر على الميزانيات المالية للمستشفيات حيث أشارت الدراسات إلى أن مدة إقامة المريض تزداد إلى عشرة أيام في حالة إصابته بعدوى أثناء إقامته في المستشفى والذي بدوره يحتاج إلى تكاليف مالية أخرى مقابل هذه الزيادة في مدة الإقامة وتشمل الأدوية والأجهزة الطبية. وتحدث هذه العدوى بسبب كائنات دقيقة مثل البكتريا وتنتقل للمرضى من عدة طرق مثل الجروح، التنفس أو الأدوات الطبية، وتعتبر عدو المستشفيات. مؤشر مهم لقياس مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى فكلما انخفض مستوى عدوى المستشفيات دل ذلك على رعاية صحية آمنة وبجودة عالية والعكس من ذلك إذا ارتفع مستوى عدوى المستشفيات والذي ينتج من تقصير في الأداء وهذا التقصير مرتبط بثلاثة عوامل وهي الإنسان ويشمل (الموظفين والمرضى)، أنظمة المستشفى أو الأجهزة الطبية، فلكل عامل من هذه الثلاثة دور مهم في انتشار العدوى، فالموظفون وبسبب عدم التزامهم بسياسات وأنظمة المستشفى والمتعلقة بمنع عدوى المستشفيات يساهمون في نقل العدوى من مريض إلى آخر بينما المرضى يشاركون بسبب تدني مستوى ثقافتهم الصحية بكيفية تجنب هذه العدوى، وفيما يتعلق بالنظام فعدم وجود السياسات المكتوبة والتي تحتوي على إجراءات تحد من انتشار عدوى المستشفيات له دور كبير في إصابة المرضى بهذه العدوى. ولأهمية هذا الجانب فإن منظمة الصحة العالمية تسعى جاهدة لحث الدول الأعضاء للعمل على الحد من انتشار هذه العدوى حيث أقامت المنظمة عددا من الأنشطة كان أبرزها حملة العالم يتحالف لسلامة المرضى.. والتي تتكون من عدة أجزاء من ضمنها مكافحة عدوى المستشفيات. وللحد من انتشار عدوى المستشفيات فإن المسؤولية مشتركة مابين المرضى والمستشفى فالمريض له دور في الحد من إصابته بهذه العدوى من خلال أن يطلب من العاملين سواء أطباء أوغيرهم من العاملين أو الزوار بغسل أيديهم قبل ملامستهم له والطلب من العاملين بلبس القفازات أثناء القيام بالإجراءات الطبية. أيضا على المريض إخبار الزوار المصابين بأمراض معدية بأن يأجلوا زيارتهم له حتى لاتنتقل له العدوى. الالتزام بغسل اليدين بعد استخدام دورات المياه في المستشفى.. أما فيما يتعلق بدور المستشفيات فيجب استحداث أقسام لمكافحة العدوى في المستشفيات التي لايوجد فيها ذلك وتوظيف عدد كافٍ من العاملين المؤهلين للعمل في هذه الأقسام وإعداد سياسات وإجراءات منع عدوى المستشفيات وهذه السياسات يجب أن تكون منبثقة من مصادر علمية ويتم تحديثها باستمرار وينبغي أيضا عمل مشاريع لتحسين الجودة للحد من عدوى المستشفيات باستخدام أدوات الجودة بحيث يتم عمل مسح ميداني لتجميع البيانات المتعلقة بعدوى المستشفيات في المستشفى، وبعد تحليل البيانات يتم اختيار واحد أو أكثر من العدوى التي سجلت أعلى نسبة ويعمل مشروع لتحسين الجودة لكل واحد منها، وبعد ذلك يتم مراقبة هذة العدوى كمؤشر لقياس الأداء خلال فترة زمنية منتظمة. وعلى المستشفيات استخدام الأدلة الإرشادية الصادرة من المؤسسات العالمية لمكافحة العدوى حيث إن هذه الأدلة مبنية على دراسات علمية ولها دور في تقليل معدلات عدوى المستشفيات. 


يسعدني إطلاعكم على المقالات الاخرى في هذه المدونة من خلال الضغط على ايقونة "الصفحة الرئيسية"  اسفل
اخوكم سلطان المطيري    تويتر    KFHJ4@

الباحث والمدرب في سلامة المرضى والمعلوماتية الصحية