فرق كبير بين ثقافة
العمل ونمط الإدارة في وزارة الصحة وشركة أرامكو حيث أن ذهنية إدارة شركة أرامكو ونظام
العمل فيها وبرامج التحفيز والتدريب التي تقدمها صنعت بيئة عمل متميزة ارتقت بمستوى
الإنجاز وأخرجت كوادر وطنية مميزة، وهذا ليس مستغرب حيث أثبتت الدراسات بوجود العلاقة
القوية بين ثقافة بيئة العمل والمخرجات لهذا فإن مخرجات شركة أرامكو واضحة ومثال على
ذلك جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبدالله الرياضية التي أنشأت
في فترة زمنية قصيرة وبدقة عالية يشرف عليها كوادر وطنية يحملون نفس جينات أقرانهم
في المؤوسسات الحكومية الأخرى هي خير شاهد على هذا التميز لهذا فإن اقتباس ثقافة العمل
في شركة أرامكو وتطبيقها في المؤوسسات الحكومية سيكون له الأثر الإيجابي حيث بدأت وزارة
الصحة وخلال الأيام الماضية بتطعيم مؤسساتها الصحية بقياديين من هذه الشركة والذي يعتبر
خطوة للتغيير وبناء ثقافة جديدة تسعى لتحقيق رضاء مستفيدي الرعاية الصحية وستكون أمامهم
مهمة كبيرة منها ملف مرض كورونا وقضايا سلامة المرضى وتغيير إجراءات العمل الإداري
المعمول به من عشرات السنين ويجب ألا نتسرع في معرفة نتائج هذا التغيير حيث إن اقتباس
نظام وتطبيقة في مؤسسة أخرى تأقلمت على نظام مختلف يحتاج إلى فترة زمنية لتظهر مخرجاته
الإيجابية أيضا فإن نظام الرعاية الصحية نظام معقد حيث إنه يعتمد على مجموعة تخصصات
بخبرات مختلفة ومن مدارس متنوعة وهذا النظام يختلف عن أنظمة المؤسسات الصناعية والطيران
فنظريات التحسين التي استخدمت في مؤسسات صناعة الأسلحة النووية ومؤسسات الطيران حققت
إنجازات هائلة وفي فترة قصيرة بينما استغرقت نفس النظريات وقتا أطول لتحسين المخرجات
في مؤسسات الرعاية الصحية لهذا فإننا نحتاج وقت لرؤية المخرجات الإيجابية وذلك في شكل
رعاية صحية بنكهة أرامكو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق