الأحد، 19 أبريل 2015

حتى لا تتحول الأخطاء الطبية إلى مسلسل

هنالك ضرورة لتأسيس نظام بلاغات إلكتروني موحد يربط جميع المنشآت الصحية في المملكة بوزارة الصحة، ويشمل المنشآت الصحية الحكومية والخاصة) والهدف من هذا النظام هو تسجيل حالات الأخطاء الطبية التي تحدث في المنشآت الصحية ومعرفة اسبابها، فالأخطاء الطبية التي أصبحت هاجسا مرتبطا بتقديم الرعاية الصحية ويؤرق عدد من العاملين في مجال سلامة المرضى وهو المجال الذي يسعى إلى حماية المرضى من الأخطاء الطبية.

لقد بدأ الاهتمام بنظام البلاغات عن الأخطاء الطبية بعد التقرير الذي صدر من معهد الطب في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1999 الذي أوضح أن هنالك 98 ألف وفاة سنويا بسبب الأخطاء الطبية في مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية، وخرج التقرير بتوصيات من ضمنها تأسيس نظام البلاغات الإلكتروني عن الأخطاء الطبية، ووصل التقرير إلى الكونجرس الأمريكي، وأمر الرئيس كلينتون في تلك الفترة بتنفيذ توصيات التقرير، وبدأت المنشآت الصحية بتأسيس هذا النظام تسجل من خلاله جميع الأخطاء الطبية وتقدم إحصائيات دورية للمسؤولين عن الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الذي أدى إلى نتائج إيجابية.

إن تأسيس نظام بلاغات إلكتروني في المنشآت الصحية في المملكة العربية السعودية سيساعد على توفير قاعدة بيانات تشمل إحصائيات دقيقة عن حجم الأخطاء الطبية والعمل على الحد منها واعتبار هذه الإحصائيات مؤشرا لقياس الأداء في المنشآت الصحية، وللاستفادة من إيجابيات هذا النظام، فإنه يجب تأسيس لجنة في كل منشأة صحية تسمى بلجنة التحليل الجذري للأسباب التي تدرس وتحلل كل خطأ طبي للوصول إلى أسباب ذلك الأخطاء والتعلم منها وتنفيذ استراتيجيات تصحيحية لمنع تلك الأخطاء مستقبلا.

وحتى نحقق صدق الإحصائيات الصادرة من نظام البلاغات فإن على إدارات المنشآت الصحية تعزيز ثقافة سلامة المرضى لدى العاملين وتكوين بيئة عمل تتصف بتشجيع العاملين على تسجيل البلاغات المتعلقة بالأخطاء الطبية وإفهامهم بأن الهدف من البلاغات هو لمعرفة أسباب تلك الأخطاء، ومنع حدوثها مستقبلا وليس لتصيد أخطاء العاملين وبسبب هذه الاستراتيجيات فإننا سنحد من استمرار مسلسل الأخطاء الطبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق