في مثل هذه الأيام
وعلى مدى العامين الماضيين كان لمدينة جدة موعد مع حوادث السيول والأمطار، وفي هذا
العام أعلنت الجهات الحكومية استعدادها وجاهزيتها لمواجهة موسم الأمطار، إلا أن سكان
هذه المدينة فجعوا بكارثة أخرى لم تكن في الحسبان وهي كارثة حريق مجمع مدرسي ضخم، راح
ضحيته معلمتان وأصيب العشرات من الطالبات رغم تأكيد الدفاع المدني على أن وسائل السلامة
متوفرة في مدرسة براعم الوطن المنكوبة ومخارج الطوارئ لم تستخدم بكاملها في الإخلاء
أثناء الحادث.
والسؤال هنا: ما
هي نتائج تدريب الطالبات والمعلمات على إجراءات وطرق التعامل مع الكوارث أثناء حدوثها
في المدارس التي يحرص الدفاع المدني على إبراز دوره فيها كلما لاحت فرصة لذلك.
إن له دورا كبيرا
في الحد من وقوع إصابات أثناء الكوارث، وهذا أكدته منظمات السلامة في الولايات المتحدة
الأمريكية أجرت دراسات على منشآت تضم تكتلات بشرية كبيرة وخلصت إلى أن المنشآت التي
تعمل تدريبات افتراضية متكررة في مواعيد منتظمة سجلت أعدادا أقل في الوفيات والإصابات
من تلك المنشآت التي لا تحرص على تدريب منسوبيها افتراضيا.
إذن نحن أمام مسؤولية
إعادة النظر في حجم ونوع وآلية الخطط الافتراضية، والتفكير بجدية في تأسيس إدارة للأمن
والسلامة في مديريات التعليم في كل منطقه أو محافظة وتعيين منسق للسلامة في كل مدرسة
وقد يكون هذا المنسق من الكادر التعليمي في المدرسة خضع لتدريب مكثف في كيفية التعامل
مع جميع أنواع الكوارث ومن مسؤوليات إدارة الأمن والسلامة في كل إدارة تعليم الإشراف
على تدريب منسقي السلامة في المدارس والتأكد من عمل فرضيات متكررة خلال العام وتقييم
نجاح هذه الفرضيات أيضا التأكد من توفر وسائل السلامة في كل مدرسة من خلال القيام بجولات
إشرافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق