أكثر من 220 مليون شخص حول العالم يعانون من مرض السكر، وأشار تقرير دولي بأن المرض في تزايد مستمر وسريع، وسيتضاعف عدد المصابين بحلول عام 2030، خصوصا في قارتي آسيا وأفريقيا، وترجع الزيادة في الإصابة بمرض السكري في الدول النامية إلى التحضر والتغيرات في نمط المعيشة خصوصا التغذية غير الصحية، ويسبب مرض السكر خسائر في ميزانيات الدول بسبب التكاليف الناتجة من تشخيص وعلاج هذا المرض، وترتفع نسبة التكاليف في حالة تطور المرض وأدى إلى مضاعفات مثل الفشل الكلوي، أمراض القلب، السكتة الدماغية، فقد البصر، العجز والإعاقة بسبب بتر أحد الأطراف، فهذه المضاعفات تتطلب توفير أجهزة تشخيصية وعلاجية باهظة الثمن، فالولايات المتحدة على سبيل المثال أنفقت 116 بليون دولار لعلاج المصابين بمرض السكر ويجب أن نعرف بأن هنالك خسائر مادية أخرى بسبب فقد القوى البشرية بسبب الإعاقة والعجز والوفيات، ولهذه الأسباب وبما أن المملكة تقع في قارة آسيا والمتوقع أن يكون فيها عدد كبير من مصابي مرض السكر في الأعوام المقبلة فيجب التحرك سريعا وتأسيس برنامج وطني للحد من زيادة عدد المصابين بمرض السكر ويشترك في هذا البرنامج عدة وزارات وتشمل (وزارة الصحة، وزارة التعليم، وزارة الثقافة والإعلام، والمؤسسات الصحية في القطاعات العسكرية) ومن خلال هذا البرنامج يتم عمل قاعدة بيانات لعدد المصابين بمرض السكر في المملكة وأفضل طريقة للحصول على قاعدة بيانات دقيقة هو إدراج هذا المرض ضمن التعداد السكاني وتعتبر قاعدة البيانات مهمة لمعرفة تأثير الأنشطة المخصصة في الجزء الثاني من البرنامج من خلال قياس هذه القاعدة كل خمس سنوات. وفي الجزء الثاني يتم التركيز على الجانب التوعوي لجميع أفراد المجتمع (غير مصابين بالمرض) من خلال وسائل الإعلام، وتخصيص مادة باسم التثقيف الصحي في مراحل التعليم العام وتفعيل دور التثقيف الصحي في مراكز الرعاية الصحية الأولية، بحيث يتم توعية المستهدفين بالطرق الوقائية من المرض مثل الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة، الابتعاد عن التدخين والحفاظ على الوزن المناسب، ويجب أن لا نستعجل النتائج فمثل هذه البرامج تحتاج إلى وقت طويل حتى تظهر نتائجها الإيجابية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق