دعا الباحث والمدرب في سلامة المرضى بمستشفى الملك فهد بجدة سلطان المطيري المنشآت الصحية الى الالتزام بمعايير الجودة لتقديم رعاية متكاملة مبنية على أسس علمية خالية من أي أخطاء أو أذى قد يعتري المريض نظرا لما تسببه الأخطاء من استنزاف للمال والوقت والجهد والأهم من ذلك هو الألم الذي يشعر به المريض الذي تعرض للأذى أثناء إقامته في المستشفى. وقال هذا الألم لا يمكن قياس حجمه أو تعويضه مقارنة بالخسائر المادية التي تنتج عن الأخطاء الطبية.
حماية من الأضرار
وقال المطيري ان سلامة المرضى مجال جديد في عالم الرعاية الصحية حيث انها من أهم أبعاد تطبيقات الجودة الشاملة في المنشآت الصحية، وتعرف الوكالة الأمريكية للجودة الصحية والبحوث سلامة المرضى بأنها حماية المرضى من الأضرار المرتبطة بالرعاية الصحية مثل الأخطاء أثناء العمليات الجراحية، الأخطاء خلال صرف الأدوية الى جانب اخطاء نقل الدم بالإضافة إلى الحوادث الناتجة من التقصير في الرعاية الصحية مثل سقوط المرضى وتقرحات السرير وعدوى المستشفيات وغيرها.
أرقام واحصائيات
عن تاريخ سلامة المرضى بين الباحث المطيري ان تاريخ سلامة المرضى يشير إلى أنها ليست وليدة الوقت الحالي ولكنها عرفت من آلاف السنين حيث مارسها اليونانيون في القرن الرابع قبل الميلاد عندما أقسم الطبيب أبوقراط بأن يصف أفضل علاج دوائي وغذائي ويقدم كل إمكانياته لحماية مرضاه من أي أذى أو ضرر.
وأضاف الباحث أن لسلامة المرضى اليوم أهمية كبيرة في معظم دول العالم وذلك بسبب استمرار حدوث الأخطاء الطبية في المنشآت الصحية، حيث أشارت الإحصائيات في عدد من دول العالم إلى وقوع عدد من الأخطاء الطبية، واشارت دراسة نشرت في شهر سبتمبر من العام 2013 إلى أن 400 ألف يموتون سنويا بسبب الأخطاء الطبية في أمريكا.
توفير الموارد والطاقات
وأكد المطيري أن لتطبيقات سلامة المرضى إيجابيات من ضمنها تجنيب المرضى الشعور بالألم الناتج من الأخطاء الطبية وتوفير الموارد المالية والطاقات البشرية، حيث إن الأخطاء الطبية تزيد من مدة بقاء المريض في المستشفى؛ فمثلا عندما يكتسب المريض عدوى من المستشفى فإن مدة إقامته تزيد بما لا تقل عن ثلاثة أيام لتلقي العلاج اللازم من تلك العدوى وهذا بدوره يحتاج إلى تكاليف مالية أكثر بسبب الحاجة للأدوية والأجهزة الطبية بالإضافة إلى زيادة ساعات العمل للعاملين في المستشفى.
تثقيف المرضى
وعن نشاطاته في سلامة المرضى كشف الباحث بأنه يسعى لنشر رسالته وهي «لا.. للأخطاء الطبية» وحتى يحقق رسالته فقد الف ونفذ عددا من الأنشطة منها مشروع سلامة المرضى من خلال لجنة في وزارة الصحة حيث شمل المشروع 17 مستشفى في مناطق مختلفة وركز المشروع على قضايا سلامة المرضى مثل سقوط المرضى وتقرحات السرير في المستشفيات حيث استغرق تنفيذ المشروع سنتين، وحقق نتائج إيجابية شملت انخفاض معدلات هذه القضايا وبترشيح من وزير الصحة الأسبق الدكتور حمد المانع مثل المملكة في مؤتمر سلامة المرضى في دولة الإمارات العربية المتحدة وقدم هذا المشروع كورقة عمل.
وعن برنامجه المسمى بحملة سلامة المرضى للمرضى والذي نفذه في مستشفى الملك فهد العام في جدة قال الباحث المطيري ان الهدف من النشاط هو تعريف المرضى بدورهم في الحفاظ على سلامتهم حيث كشف الباحثون في عدد من دول العالم بأن هنالك أسبابا مختلفة لقضايا سلامة المرضى وأحد هذه الأسباب هو تدني مستوى الثقافة الصحية لدى المرضى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق