الأحد، 19 أبريل 2015

الأخطاء الطبية: حاسبوا المديرين قبل العاملي

دخل المريض غرفة العمليات لإجراء عملية في الركبة اليمين ولكن وبسبب خطأ أجريت العملية في الركبة اليسار وبعد هذا الخطأ والذي يصنف من ضمن الأخطاء الطبية التي اصبحت قضية تهدد الرعاية الصحية يوجه اللوم للجراح فتنفرد وسائل الإعلام بمهاجمة هذا الجراح ايضا ويخضع لإجراءات التحقيق وفي النهاية يتعرض لجزاءات ربما تصل للفصل من العمل ومن يطالب بتنفيذ هذه التحقيقات والجزاءات هو مدير المستشفى الذي ربما يكون له دور كبير في مثل هذا الخطأ الطبي وهو لا يعلم فهذا المدير قد يكون مقصرا في دوره في دعم والاشراف على تطبيقات سلامة المرضى في المستشفى حيث كشفت الدراسات العلاقة القوية بين نمط إدارة المستشفيات ومعدل انتشار الأخطاء الطبية، فالمديرون المثقفون في مجال سلامة المرضى سجلت المستشفيات التي يديرونها معدلات منخفضة من الأخطاء الطبية وعن علاقة مدير المستشفى بالعملية الجراحية الخاطئة في ركبة المريض فان المدير ربما قصر في دعم انشطة التدريب والتعليم الموجهة للعاملين أو لم يقدم الدعم لتوفير وسائل السلامة التي تمنع مثل هذه الأخطاء مثل قائمة التحقق للجراحات الآمنة والصادر من منظمة الصحة العالمية وقد يشارك المدير في عدم تجاوبه لحل مشكلة النقص في عدد العاملين حيث ان النقص يزيد من كثافة العمل وهذه الكثافة لها دور كبير في زيادة الأخطاء الطبية بسبب إجهاد العاملين وللمدير دور اخر من خلال تقصيره في تقييم وبناء ثقافة ايجابية لسلامة المرضى في المستشفى حيث اشارت الدراسات إلى ان المستشفيات التي توجد بها ثقافة ايجابية لسلامة المرض سجلت معدلات اقل من الأخطاء الطبية، ايضا وهناك مشاركة اخرى وهي عدم القيام بالجولات الميدانية والإشراف المباشر على التزام العاملين بسياسات وإجراءات الرعاية الصحية ومع جميع هذه الأسباب المرتبطة بالمديرين فإن اصابع الاتهام يجب أن توجه لهم قبل العاملين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق